جاءت عروض الدورة التكوينية حول التعليم الصريح والتدريس الفعّال كإطار عملي لتقاسم الخبرات والتجارب بين الأطر التربوية العاملة بمؤسسات الريادة. وقد تم تنظيم هذه الأيام التكوينية وفق برنامج متدرج يوازن بين التأصيل النظري والممارسة التطبيقية، من أجل تمكين المشاركين من أدوات بيداغوجية حديثة تساعدهم على تحسين جودة التعلمات داخل الفصول الدراسية.
وتمحورت هذه العروض حول استكشاف الممارسات المرجعية الفضلى، وتجريب استراتيجيات التعليم الصريح في مواد أساسية مثل الرياضيات، اللغة العربية، واللغة الفرنسية، إضافة إلى تبادل التجارب في مجال تدبير الصف، والدعم التربويدد. وقد شكلت هذه العروض محطة للتفكير الجماعي في سبل تنزيل التعليم الصريح كخيار استراتيجي للنهوض بجودة المدرسة المغربية.
عروض الأيام التكوينية
عرفت الدورة التكوينية ثلاثة أيام أساسية:
- اليوم الأول: التركيز على التعليم الصريح داخل مؤسسات الريادة.
- اليوم الثاني: استعراض الممارسات المرجعية الفضلى في التدريس.
- اليوم الثالث: ورشات تطبيقية في الرياضيات، اللغة العربية، واللغة الفرنسية.
وقد خلصت أشغال الدورة إلى إعداد تقرير تركيبي أبرز أثر التعليم الصريح والتدريس الفعّال على تحسين التعلمات ودعم جودة المدرسة العمومية.
السياق العام: لماذا التعليم الصريح؟
في سياق تفعيل خارطة الطريق 2022-2026، برزت مقاربة التعليم الصريح والتدريس الفعّال كأحد الأعمدة الأساسية التي تهدف إلى تجويد التعلمات الأساس لدى التلاميذ بالمدرسة العمومية المغربية، خاصة في “مؤسسات الريادة”. يأتي هذا التوجه التربوي الحديث استجابة للتحديات التي تواجه المنظومة التعليمية، مقدماً حلولاً عملية وبيداغوجية ترتكز على الوضوح والفعالية في الممارسة الصفية. فما هو المقصود بهذه المقاربة، وما هي أهم مرتكزاتها؟
يُعتبر التعليم الصريح أداة أساسية وفعّالة لتحسين جودة التعلم داخل الفصول الدراسية. ويأتي التركيز عليه كاستجابة مباشرة لمجموعة من التحديات التي أظهرتها التقويمات التشخيصية، مثل ضعف قدرة التلاميذ على الاحتفاظ بالمعارف وصعوبة فهم وإنتاج النصوص. وتهدف هذه المقاربة إلى تعزيز وضوح المفاهيم وتمكين المتعلمين من فهم المحتوى بشكل مباشر ومنظم، حيث يعتمد التدريس الفعال على استراتيجيات واضحة لتحقيق نتائج تعليمية ملموسة.
الإطار المفاهيمي: تعريف التعليم الصريح والتدريس الفعّال
التعليم الصريح هو منهج تعليمي يعتمد على التوجيه المباشر والواضح من قبل المعلم، حيث يتم تقديم المفاهيم والمهارات خطوة بخطوة. إنه يقلل من الغموض في العملية التعليمية ويضمن أن يعرف التلاميذ بوضوح ما هو مطلوب منهم وكيفية إنجاز المهام.
أما التدريس الفعّال، فهو إطار أشمل يضم مجموعة من الأساليب والممارسات التي تهدف إلى تحسين أداء المتعلمين، ويعتبر التعليم الصريح أحد أهم مكوناته التي تساهم في تحقيق تعلم أفضل.
الإطار الإجرائي: استراتيجيات مدعومة بالأبحاث
يقوم التعليم الصريح على استراتيجيات أثبتت فعاليتها من خلال الأبحاث العلمية والتجارب الدولية الناجحة. ومن أبرز هذه الاستراتيجيات نجد:
- التعليم المباشر: حيث يقدم المعلم الشرح والمعلومات بشكل واضح ومفصل.
- النمذجة (Modeling): يقوم الأستاذ بعرض طريقة التفكير أو إنجاز المهارة أمام المتعلمين خطوة بخطوة.
- التدريب الموجه: يشارك فيه المعلم لتقديم الدعم والتغذية الراجعة الفورية للمتعلمين أثناء تطبيقهم للمهارة.
يهدف هذا التدرج إلى نقل المتعلم من مرحلة الممارسة الموجهة إلى الممارسة المستقلة بثقة وكفاءة.
الإطار التدبيري: تهيئة بيئة التعلم وإدارة السلوك
لا يقتصر التدريس الفعال على الجانب البيداغوجي فقط، بل يمتد ليشمل الإعداد المادي للدرس وإدارة دينامية الفصل.
- الإعداد المادي: ويشمل تنظيم فضاء الفصل، ترتيب المقاعد، واستخدام الحوامل الديداكتيكية والأدوات التعليمية التي تسهل فهم الدرس وتدعم التعليم الصريح.
- إدارة السلوك: تعتمد على وضع قواعد سلوكية واضحة وإجراءات اعتيادية تساهم في سير الحصة بسلاسة، بالإضافة إلى استخدام تقنيات التحفيز وتعزيز السلوك الإيجابي لخلق بيئة تعليمية آمنة ومحفزة.
النمذجة والممارسة الموجهة والمستقلة: ثلاثية النجاح
تعتبر هذه المراحل الثلاث جوهر تطبيق التعليم الصريح داخل الفصل. تبدأ العملية بـالنمذجة، حيث يكون المعلم هو النموذج الذي يوضح المهارة. تليها الممارسة الموجهة، وهي مرحلة انتقالية يتدرب فيها التلاميذ تحت إشراف وتوجيه الأستاذ. وأخيراً، يصل المتعلمون إلى الممارسة المستقلة، حيث يطبقون ما تعلموه بشكل فردي، مما يعزز استقلاليتهم وثقتهم بأنفسهم.
الإطار المنهجي: هندسة متكاملة للمواد الدراسية
يرتكز التدريس الفعال على تنظيم منهجي ومنسق للمناهج الدراسية، خاصة في المواد الأساسية مثل اللغة العربية، الفرنسية، والرياضيات. ويشمل ذلك إعداد برمجة سنوية ومرحلية وأسبوعية، وتقديم نماذج عملية لهيكلة الدروس باستخدام كراسة المتعلم، بما يضمن تكامل المعارف ويراعي الفروق الفردية بين التلاميذ.
هيكلة الدروس باستخدام كراسة المتعلم
من الأدوات المهمة في التعليم الصريح نجد كراسة المتعلم، التي تسمح بتنظيم الدروس بشكل يسهل الفهم والتفاعل. فقد تم التركيز خلال الدورة على كيفية استثمار هذه الكراسة لتكييف الدروس مع الفروق الفردية بين المتعلمين، مما يضمن انخراطًا أكبر ويساعد على تحقيق نتائج أفضل.
📅 عروض الأيام التكوينية حول التدريس الصريح
اليوم | الموضوع | العروض | تحميل التقارير |
---|---|---|---|
اليوم الأول | التدريس الصريح بمؤسسات الريادة | تحميل عرض اليوم 1 | تقرير اليوم الأول |
اليوم الثاني | الممارسات المرجعية الفضلى | تحميل عرض اليوم 2 | تقرير اليوم الثاني |
اليوم الثالث | الممارسات المرجعية الفضلى | ورشة الرياضيات – ورشة اللغة العربية – ورشة اللغة الفرنسية | تقرير اليوم الثالث |
تحميل التقرير التركيبي للدورة التكوينية حول التعليم الصريح
يلخص أهم خلاصات الدورة التكوينية حول التعليم الصريح والتدريس الفعّال، مع إبراز أثرها في تحسين جودة التعلمات.