تكوين وترقية مهنية

ما هي الغايات الاستراتيجية الكبرى لمنظومة التربية والتكوين؟

إن نظام التربية والتكوين يشكل أحد أهم الركائز الأساسية في بناء وتطوير المجتمعات. فهو المسؤول عن صقل وتنمية الموارد البشرية، التي تعتبر الثروة الحقيقية لأي دولة. ولذلك، فإن تحديد الغايات الكبرى لهذا النظام يُعد من أهم الخطوات الاستراتيجية التي يجب أن تتبناها الدول والمجتمعات، بهدف ضمان تحقيق الأهداف المرجوة منه على أكمل وجه.


في هذا السياق، تُشكل غايات التربية والتكوين البوصلة التي تُرشد خطواتنا نحو تحقيق أهدافنا الشخصية والمجتمعية. فما هي هذه الغايات الكبرى التي تسعى المنظومة التربوية إلى تحقيقها؟

الغايات الكبرى لنظام التربية والتكوين

الغايات الكبرى لنظام التربية والتكوين

يسعى نظام التربية والتكوين ، في ضوء المرتكزات الوطنية الثابتة المشار إليها في الاختيارات والتوجهات الكبرى ، إلى تحقيق الغايات الآتية:

  1. تكوين المواطن المغربي المتصف بالاستقامة والنزاهة، المتسم بالاعتدال والتسامح، الشغوف بطلب العلم والمعرفة، في أرحب آفاقهما، والمتوقد للاطلاع والإبداع، والمطبوع بروح المسؤولية والمبادرة الإيجابية والإنتاج النافع؛
  2. تنشئة المتعلمات والمتعلمين على الثوابت الوطنية المتمثلة في الدين الإسلامي السمح، والوحدة الوطنية متعددة الروافد، والملكية الدستورية، والاختيار الديمقراطي، وعلى الرغبة في المشاركة الإيجابية في الشأن العام، وعلى الوعي التام بواجباتهم وحقوقهم، والتمكن من اللغة العربية، والقدرة على التواصل باللغة الأمازيغية، مع الانفتاح على اللغات الأجنبية، والتشبع بروح الحوار، وقبول الاختلاف، وتبني الممارسة الديمقراطية، في ظل دولة الحق والقانون؛
  3. المحافظة على أصالة النظام التربوي الوطني المتجذر في التراث الحضاري والثقافي للبلاد، بتنوع روافده المتفاعلة والمتكاملة، والعمل على تجديده، وضمان إشعاعه المتواصل بالنظر لما يزخر به من قيم خلقية وثقافية؛
  4. الإسهام في حيوية نهضة البلاد الشاملة، القائمة على التوفيق الإيجابي بين الوفاء لأصالة الموروث والتطلع الدائم للمعاصرة، وجعل المجتمع المغربي يتفاعل مع مقومات هويته في انسجام وتكامل، وفي تفتح على معطيات الحضارة الإنسانية العصرية وما فيها من آليات وأنظمة تكرس حقوق الإنسان وتدعم كرامته؛
  5. الارتقاء بالبلاد في مجال العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، والإسهام في تطويرها، بما يعزز قدرة المغرب التنافسية، ونموه الاقتصادي والاجتماعي والإنساني في عهد يطبعه الانفتاح على العالم.

​ينطلق إصلاح نظام التربية والتكوين من جعل المتعلم بوجه عام, والطفل على الأخص, في قلب الاهتمام والتفكير والفعل خلال  العملية التربوية التكوينية. وذلك بتوفير الشروط وفتح السبل أمام أطفال المغرب ليصقلوا ملكاتهم, ويكونون متفتحين مؤهلين وقادرين على التعلم مدى الحياة.

و إن بلوغ هذه الغايات ليقتضي الوعي بتطلعات الأطفال وحاجاتهم البدنية والوجدانية والنفسية والمعرفية والاجتماعية, كما يقتضي في الوقت نفسه نهج السلوك التربوي المنسجم مع هذا الوعي, من الوسط العائلي إلى الحياة العملية مرورا بالمدرسة.

و من ثم، يقف المربون والمجتمع برمته تجاه المتعلمين عامة, والأطفال خاصة, موقفا قوامه التفهم والإرشاد والمساعدة على التقوية التدريجية لسيرورتهم الفكرية والعملية، وتنشئتهم على الاندماج الاجتماعي، واستيعاب القيم الدينية والوطنية والمجتمعية.

بات بالامكان الان ارسال ملفاتكم، وثائقكم او ومقالاتكم الينا. ابعثوا مشاركاتكم ، اقتراحاتكم أو اراءكم وسوف ننشرها في حينها.

ابعث مساهمتك الان
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى