تخطى إلى المحتوى

التعلم الذاتي والتعليم عن بعد

  1. المتعلم (ة) وبيئة التعلم عن بعد

كلما توفرت بيئة التعلم عن بعد، مجهزة بالمنصات الإلكترونية ووفرة الموارد الرقمية، كلما كان لهذا التعليم أثره الإيجابي والفعال، لأن مبدأ التعلم عن بعد، ليس مجرد تلق سلبي للمعلومات، بل هو تعليم قائم على عمليات التخطيط والتنفيذ والتتبع والتقويم، و من مرتكزاته محورية المتعلم(ة) وتنوع الاستراتيجيات والأنشطة التفاعلية القائمة على مرتكزات نظريات التدريس والتعلم و مستجداتها، وبالنسبة للمتعلم يقتضي:

  • توفير بيئة إلكترونية رقمية متكاملة، من أهمها بيئة التعليم السحابي وخدماتها المتعددة.
  • توفير أدوات وبرامج تعتمد أساليب تدريسية حديثة ووسائل إلكترونية مناسبة للتعلم عن بعد، ومهارات عصر التكنولوجيات الرقمية.
  • تمكين المتعلم(ة)من الكفايات الإلكترونية التي تجعله قادرا على استعمال الحاسوب و وسائل وتقنيات الاتصال في بيئة التعلم والإبحار على الشبكة العنكبوتية للبحث عن المعلومات وتحقيق التعلم الذاتي.
  • تعزيز مهارات البحث ومهارات التفكير النقدي ومهارات الحوار والتفاعل، والتعلم الذاتي لدى المتعلم.
  • تعزيز طرق جديدة للتعلم في مجموعات النقاش والفصول الافتراضية والبرامج الرقمية المتنوعة التي تمكن المتعلم(ة) من رؤية العالم من حوله بطرق مختلفة ومن زوايا متعددة ومنفتحة على الواقع.
  1. البيئة الأسرية و التعليم عن بعد

ساهم التعليم عن بعد في رفع منسوب وعي الأسرة بالعملية التعليمية التعلمية، وبحجم مسؤولية الأمهات والآباء في مواكبة تعليم أبنائهم حضوريا وعن بعد وخلق دافعية التعلم لديهم، ووعي الأسر بالدور الطلائعي للأساتذة والمؤسسة التعليمية والجهات ذات الصلة بهذه العمليات. وبناء عليه، فإن هذا البعد الإيجابي يستدعي تعزيز:

  • الاعتراف بقيمة وإيجابيات التعلم عن بعد، وتخصيص برامج رقمية لهذا الغرض.
  • تفعيل الوظيفة التربوية للأسرة ودمجها في عملية تتبع الأبناء ومواكبتهم، وفي خلق جو مناسب للتعلم عن بعد في البيئة الأسرية قوامها التواصل والتفاعل الأسري والمجتمعي الإيجابي.
  • تعزيز وعي الأسر بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وبالأدوار المناطة بهم في التعليم عن بعد، بما تتطلبه من حزم وضبط وتعاون وتشارك.
  • توفير آليات الحوار لتعزيز ثقافة التعلم عن بعد وشروطها، وترسيخ قيمة التعلم الذاتي في البيئة الأسرية، وتوجيه المتعلم(ة) إلى أنه ليس في فترة راحة أو عطلة بالبيت، بل لديه دروسا لابد له من فهمها واستيعابها، وإنجاز الأعمال وإعداد المشاريع المطلوبة منه بشكل فردي أو تشاركي بالتواصل مع الأساتذة ومع مجموعات الفصل…

ولكي يقود التعليم عن بعد إلى تغيير عميق ونوعي في ميدان التعليم والتعلم، لا مناص من توفير شروط ومستلزمات من أهمها:

  • تجديد المناهج التعليمية بصيغة إلكترونية مواكبة لتحديات الرقمنة في شموليتها، شريطة أن تتوفر فيها المعايير التربوية والبيداغوجية والديدكتيكية الموجهة لأهداف ومقاصد التعليم والتعلم.
  • الاهتمام بمركزية المتعلم وبالمهارات العقلية العليا والمهارات الاجتماعية وبالتعلم الذاتي.
  • إعداد خطط واستراتيجيات عملية لمواجهة تحديات التعلم عن بعد (برامج متنوعة، فيديوهات تفاعلية، موارد سمعية بصرية وأنشطة تفاعلية، فضلا عن اختبارات إلكترونية لتتبع مستويات التحصيل ومواكبتها بالدعم والمعالجة…)
  • تدريب مكثف ومستمر للأساتذة في مجال التكنلوجيا واستعمال الموارد الرقمية وإدارة الفصول الافتراضية وتمكينهم من الكفايات المهنية ومنها: الكفايات التكنولوجية والرقمية[14].
  • تعزيز الكفايات التكنولوجية للموارد البشرية وتنميتها [15].
  • الالتزام “باللغة المهنية” المحققة لأهداف التواصل والتعلم وبناء مختلف المهارات والكفاءات.

وفقا لما تقدم، نؤكد أن التعليم عن بعد ليس مجرد عملية نقل المعلومات والمعارف من الأستاذ(ة) إلى المتعلم(ة) بوسائل تكنولوجية فحسب، بل هو تعليم قائم على دعامات رؤية راهنة ومستقبلية، هادفة لتفعيل أنماط جديدة من التفاعل باستراتيجيات تتيح إمكانية توظيف التطبيقات التقنية بطرق مختلفة تلائم أنواع التعلم وإيقاعات المتعلم، والذكاءات المتعددة والفوارق الفردية، مما يستدعي ابتكار أساليب ووسائل إلكترونية ملائمة لتحقيق أثر التعلم الذاتي عن بعد.

وبناء عليه، فإن التحديات المختلفة سواء أكانت تقنية أو بشرية، أبانت عن أن التعليم عن بعد يحتاج إلى بحوث ميدانية تدخلية تفيد نتائجها في الوصول  إلى حلول إبداعية، مبتكرة، متجددة وملائمة للمشكلات التي تم رصدها في شقي التعليم عن بعد : المتزامن منه و غير المتزامن، خاصة أن كثيرا من الإيجابيات التي حققها هذا النوع من التعليم في كثير من الأنظمة التربوية، يدعونا بالضرورة إلى الانفتـاح على مختلف التجارب العالمية، واعتماد  النماذج البيداغوجية  الفعالة، واستدماج التكنولوجيا ومستجداتها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الممارسة التدريسية  اليومية بالمؤسسات التعليمية.


المراجع

  1. إبراهيم محمد البدراني(2001) الانفجار المعرفي ، مكتبة الرشيد .
  2. عباس، بشار (2001) ثورة المعرفة والتكنولوجيا. التعليم بوابة مجتمع المعلومات، دمشق، دار الفكر
  3. غريب زاهر إسماعيل (2009 ) التعليم الإلكتروني من التطبيق إلى الاحتراف والجودة، الطبعة1، دار الكتب، القاهرية
  4. فاطمة حسيني، رقمنة وسائل التعليم في المدرسة، حوار منشور في جريدة التجديد، عدد 3570، يناير2015.
  5. خالد حسين أبوعمشة، 10 تحديات تواجه التعليم السحابي، على الرابط https://www.uatfnns.com/  –  زيارة الموقع 5أبريل 2020
  6. فريد النجار(2003) استراتيجيات التعلم الرقمي، السينمار الإقليمي لاستخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم الإلكتروني ، الجمهورية العربية السورية.
  1. Horton, william & horton katherine., (2003). E Learning Tools And Technologies: A Consumer’s Guide For Trainers Teachers, Educators, And Instructional Designers.
  2. Johnson, Amanda (2017). Why Virtual Teaching Will Never Ever Replace Classroom Teaching
  3. LEBRUN M. )1999(Des technologies pour enseigner et apprendre. Bruxelles : De Boeck.
  4. Massey, jullie (2015). Redefining Teaching: The Five Roles of the Online Instructor: in http://blog.online.colostate.edu/blog/online-teaching/redefining-teaching-the-five-roles-of-the- online-instructor/
  5. UNESCO 2003, l’enseignement ouvert et à distance : tendances, considérations politiques et stratégiques.in : https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000128463_fre .
  6. UNESCO (2002) Information and Communication Technology in Teacher Education : A Planning Guide.   in : https://www.aljazeera.net/news/cultureandart/2014/3/19/ .
  7. https://www.edutrapedia.com/
  8. https://study.com/blog/why-virtual-teaching-will-never-ever-replace-classroom-teaching.html

المصدر

new-educ.com

الصفحات: 1 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *