تخطى إلى المحتوى

التخطيط الديداكتيكي و التخطيط التربوي

حتى نختم ، نشير بأن النظام التربوي التعليمي إذا كان جزءا لا يتجزأ من النظام الاجتماعـي، فلابد له من مسايرة النمو السياسي و الاقتصادي و الثقافي و التكنولوجي ، خصوصا إذا كنا نرغب بالفعل في تجنب القطيعة بين الطلب الاجتماعي على التربية و التعليم و بين حاجيات المجتمع المدني.

نخلص بأن التربية عموما كقطاع مصغر ينتمي للقطاع الكبير المتمثل في المجتمع، مشروطة بأن تساير التطور الاقتصادي و الثقافي و السياسي و التكنولوجي لهذا الأخير، خصوصا إذا أردنا أ ن نتجاوز عتبة التمفصل بين التربية و النسيج الاجتماعي، بمعنى السعي نحو ضمان نوع من التوافق التام مع هذه القطاعات في مختلف تجلياتها؛ و إذا كان من مهام التربية تكوين الرأسمال البشري كيد عاملة متخصصة فهي مجبرة على المساهمة في النمو العام للمجتمع، إلا أن الحقيقة الواقعية المعيشة مع كامل الأسف مخيبة للآمال، مادام الإنتاج التربوي في جميع مقتضياته مازال محاطا بتعثرات و انزلاقات سواء على المستوى الكمي[ تعميم التمدرس] أو على المستوى الكيفي [ جودة التربية و التعليم]، خصوصا في تحقيق التنمية الشمولية

 

نخلص إذن بأن التخطيط التربوي من مهامه الأساسية هو تفعيل العمل التربوي التعليمي ، و ذلك بتكييف أهداف النظام التعليمي مع حاجيات و متطلبات المجتمع المدني. و إذا ما حاولنا البحث عن العلاقة القائمة بين التخطيط التربوي و التخطيط الديداكتيكي، نجد بأن هناك تكاملا بينهما، خصوصا على مستوى تحقيق الأهداف التربوية المناطة بالمنظومة التربوية التعليمية؛ اعتبارا بأن التخطيط الديداكتيكي هو شكل من التطبيق الفعلي لمكونات التخطيط التربوي من الناحية النظرية كغايات و من الناحية الإجرائية كسلوكات قابلة للتحقق، بل يمكن القول بأن التخطيط الديداكتيكي هو شكل من التنظيم المعقلـــن و المصمم لاستراتيجيات التدريس المعتمدة داخل نظام تربوي تكويني، يأخذ بعين الاعتبار المكونات الغائية المبرمجة ضمن سياق التخطيط التربوي في صورته العامة، و المكونات البيداغوجية كإجراءات تنظيمية للمدخلات المستهدفة في العمل التعليمي التعلمي تحقيقا للأهداف البعيدة المدى، و مثل هذا التخطيط موكول في صورته المكبرة للديداكتيكي، و في صيغته المصغرة للفاعل التعليمي، من خلال التحضيرات التي يقوم بها للأنشطة التعليمية الموجهة للمتعلمين حسب مستوياتهم التعليميـــة و المعرفية.

في حين نجد بأن التخطيط التعليمي موكول للتقنوقراطيين التابعين للوزارة الوصية على التعليم ، بحيث يهدف أساسا إلى رسم المعالم الكبرى للسياسة التعليمية من أبعادها الغائية إلى أبعادها النوعية المترجمة إلى كفايات قابلة للتحقق على المدى المتوسط أو البعيد، حسب التجربة التعليمية المعيشة من طرف المتعلمين، و حسب الأسلاك التعليمية المبرمجة رسميا.

تحديد بعض المفاهيم البيداغوجية.

  • الاستراتيجية :نشاط تحويلي هداف ، يعتمد التخطيط و التنظيم ز البرمجة.
  • الإستراتيجية الديداكتيكية : شكل من البناء المنطقي و الموضوعي للمسار التعليمي التعلمي ، بكيفية تمكننا من الوصول إلى الأهداف المرغوب فيـــــها . و يتضمن هذا البناء : تحديد الأهداف – اختيار المحتويات الخاصة بالأنشطة –اختيار و انتقاء التقنيات و الوسائل المعينة على تبليغها – أجرأة التقويم و الدعم.
  • النظرية :بناء ذهني تأملي يربط النتائج بمبادئ معينة .
  • نظام من القضايا و التفسيرات و المفاهيم المنسقة منطقيا ،و تتعلق بمجال من الوقائع والمصوغة بطريقة تسمح أن تستخلص منها فرضيات قابلة للتمحيص.
  • النظرية التربوية : نسق من المفاهيم و المعارف و النماذج يتصف بالصلاحية، و يساهم في تطوير التربية ،و تفسير ظواهرها و التنبؤ بها .
  • المنظور :النظريات المعتمدة كنموذج لدى مجموعة من الباحثين العلميين الذين ينتمون لنفس العصر .
  • النموذج : نمط من العلاقات المقصودة أو الملموسة التي يشاهدها الإنسان في ملاحظته للعالم ، كأنماط من السلوكات الاجتماعية أو أنماط من البناء الاجتماعي.
  • المقاربة :أسلوب يعتمد في معالجة ظاهرة من الظواهر المدروسة ،حسب الحقل المعرفي المنطلق منه.و غالبا ما ترتبط المقاربة بنظرة الباحث الفكرية و بأطره المرجعية التي ينطلق منها .

الدرس ؟

1- وحدة ديداكيتيكة ، يستمد إطاره النظري من الأنشطة المقترحة ضمن البرنامج التعليمي،و إطاره الإجرائي من خلال الاختيارات البيداغوجية المعتمدة .

2- مشروع ديداكتيكي للتنفيذ بهدف تحقيق النوايا المرتقبة.

3- وضعية ديداكتيكية تتوحد من خلال أقطاب المثلث الديداكتيكي.

4- وحدة صغرى أو مقطع يندرج داخل المنهاج الدراسي أو داخل البرنامج ،و يستمد من هذا المنهاج مكوناته و توجهاته ،و يشتمل على عناصر و مكونات تحدد استراتيجية التعليم و التعلم و سبل تنفيذها في وضعيات ملموسة .

5- الدرس عبارة عن توليفة بين:

· الاختيارات البيداغوجية للنظام التعليمي ،

· الاختيارات البيداغوجية للمدرس ،

· حاجيات المتعلمين

محمد لمباشري

محمد لمباشري

أستاذ علوم التربية
الصفحات: 1 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *